مازال هاجس القراءة يلاحقني كشبح كل يوم، ربما لأنني مهووس بطريقة مرضية بهذه الهواية أو المهنة التي اصبت بها منذ زمن بعيد، ومازلت كلما أنهيت قراءة كتاب جديد أو مطبوعة أي كان نوعها، صحيفة أو مجلة، أو أي اصدار الكتروني، يعتريني نوع من الحزن الغريب، حزن نابع من أنني لم أقرأ ما قرأت من قبل، وهو ما يعني بالضرورة أنه ما يزال هناك الكثير مما لم أقرأه وربما لن استطيع الحصول عليه أو ربما أن العمر لن يكفي لقرأتها كلها، وبالطبع هذا لا يعبر كذلك على حب اقتناء الكتب بدرجة اساسية وأي مطبوعة ذات فائدة من أي نوع، وهو اقتناء من أجل التملك والاستمتاع بالكتاب بالقرب منك في كل وقت، فهناك كتاب في كل مكان تذهب فيه، في كل حجرة بالبيت، بما في ذلك الحمام، هناك كتاب بالقرب من الفراش وهناك كتاب للطريق في الصباح وآخر في المساء، هناك كتاب ليوم معين من الاسبوع، وهناك كتاب مسموع عندما تتعب العين من ملاحقة الكلمات، وربما ستكون محظوظاً للموت مدفوناً تحت أكوام من الكتب كما حدث مع الأديب العربي الرائع الجاحظ.

في الحلقة القادمة من بودكاست امتداد سنقدم حلقة خاصة حول القراءة في العالم العربي، ونجري لقاءات مع بعض الكتاب والمثقفين والمهتمين بالكتاب والقراءة ونسبر أراء بعضهم حول واقع القراءة والكتاب في العالم العربي، كما نطرح المبادرات والحملات الدولية، في بريطانيا تحديداً، والعربية لتشجيع القراءة والكتاب.

(القراءة والكتاب في العالم العربي) سيكون عنوان الحلقة القادمة من امتداد بودكاست، وسنكون سعداء بمشاركتكم من خلال الاجابة على الاسئلة التالية والتي نستطلع من خلالها رأيكم في هذه القضية، سيكون رأيكم مهماً وسنقوم بقراءة التعليقات والاراء التي تردنا في الحلقة القادمة من بودكاست امتداد الثقافي:

* هل نحن لا نقرأ؟

* وإن كانت الاجابة بنعم لماذا لا نقرأ؟

* ما هي الاسباب الرئيسة لعزوفنا عن القراءة والمطالعة؟

* كيف يمكن تشجيع القراءة والمطالعة؟