العبور فوق الاطلسي،
اقترابك من لحظة طفولة،
العودة للوراء ثلاثين عاماً.
عند السادسة تبدو الاشياء اضخم مما هي عليه.
العبور عند الشمال،
لحظة لقائك بصورة أخرى لك،
صورة لم تعد تجد لها مكاناً في ادراجك الممتلئة
بالعفاريت والاشباح.
ثماني ساعات محلقاً فوق ظل الريح.
طائرة تحوم فوق ظلال الاحلام التي تركتها خلفك قبل
ثلاث عقود.
العبور فوق محيط الاسئلة،
تذكرك لبعض اللحظات الهاربة من جحيم يومك الآني.
تراهم شيوخاً يمشون بين الكراسي، يحركون مفاصلهم التي
أكلها الوقت والآلاف من الأميال المظلمة فوق البحار.
محيط الاسئلة يدوم فوق رأسك.
هل كنت حقاً ذاك الطفل؟
هل ستجد شيئاً منه في شوارع المدينة؟
اثر لخطواته، خفقة من قلبه، شهقة اندهاش، خصلة من شعره
الكث.
تنظر لمشهد الحلم فلا تراه بين الوجوه،
لعله سقط في محيط الاسئلة العميق يوم عبرت الاطلسي.
في السادسة ينبت لنا قلب من شغف بالاشياء الصغير، وما
أن نكتشف زيفها، يذبل جزء من ذلك الوجيب وتنحدر آلهة الصبا من سمائها ويمتلئ الصدر
بمزيد من خيبات اليأس.
تعبره هذه المرة مقترباً بتهور ولامبالاة من الاربعين.
لا تحضرك اساطير الرجولة التي يتشدق بها المرجفون في
يقين صلاحهم.
*
سأعلنك توأمي الذي رحل في الشروق،
مضيعاً طريقك للبيت في شوارع هيوستين أو ازقة نيويورك،
مكتفياً بالبقاء بقلب في السادسة ينبت كل ليلة بوعود
صباح طفولي جديد،
تاركاً لخيالك أن ينسجني، كهلاً في الاربعين أو يكاد،
يمتلئ جسده بالندب،
يعبر محيطك،
مقتفياً اثرك في سماء الاسئلة.