كنت قد قررت أن اعود للتدوين والكتابة مع الأول من الشهر الحالي، ولكن الاحداث التاريخية التي نعيشها منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي، لم تترك لي مجال للتفكير في الكتابة، وخاصة الكتابة الثقافية. مشاعر عديدة تخالجني ولحظات غاضبة تعصف بي واسئلة اخلاقية عديدة واجهتني خلال فترة قصيرة، اعتبرها اكثر الفترات خصوبة واثارة في تاريخي وتاريخ جيلنا الذي عانى التهميش والتحقير والمهانة. ولكنها عودة جديدة ستكون مليئة بالغضب دون شك ولكنها قد تكون متعثرة لكي لا انشغل عن تقديم ما استطيع تقديمه في سبيل تحقيق اهداف الثورة الشعبية التي انبثقت اخيراً في منطقتنا.

*

لا يحدّف لا يجيب رشاد
*

قال لي متهكماً، هل تعتقد أن ما يحدث في تونس وفي مصر وباقي البلدان العربية هو ثورة؟!، اجبته متحمساً، نعم بكل تأكيد!، رد بمزيد من التهكم، يبدو انك لم تنضج بعد. هذه كلها مسرحية سياسية وراءها قوى خفية لا نراها، ولن يتحقق شيء، سيتم تنفيس غضب الشعوب وبعد ذلك سيعود الجميع لبيوتهم ويعود الحرس القديم وشخصيات الفساد السياسي إلى الواجهة ويمسكوا زمام الامور، اجبته والغضب يعتلي رأسي، اتركني احلم لبعض الايام بهذا الحلم الجميل، دعنا نحقق المستحيل!!، رد بصلف، ستبقى ساذجاً يا صديقي، اجبته بضغطة زر ليذهب إلى جحيم الانترنت الفاني حيث يتحول الكلام إلى ارقام ميتة.
*

إنها أيام تاريخية التي نعيشها، وكم كان صديقايّ مالك وعبد الدائم محظوظين بحلول مولودين جديدين لهما في هذه الايام، فقد رزق مالك بابنته يوم سقوط الطاغية بن علي واسماها (ياسمين) تيمناً بالثورة التونسية، ورزق عبد الدائم بمولوده البكر واسماه (نزار)، مبروك لمالك وعبد الدائم، وتمنياتي أن ينعم المولودين باوطان حرة وعادلة.
*

هل اصبحت متهوراً..؟!
*

“إن المهمة الاساسية الأولى للديكتاتور هي “تصغير” شعبه، لتحويله سياسياً إلى السادسة من العمر، ليصبح مطيعاً لمدير المدرسة الأبوية. حيث يتم منحهم صحفاً مزيفة، وانتخابات مزيفة، ووزراء مزيفون والكثير من الوعود الكاذبة. وربما، إن اطاعوا، يتم تعيينهم كأحد الوزراء المزيفين، ولكن إن اظهروا العصيان فسيتم  ضربهم في مركز الشرطة المحلية، أو سجنهم …..، وفي حال استمرار العنف، يشنقون.” روبرت فيسكعن الانديبندينت.
*

الديناصورات السياسية العربية من سلطة ومعارضة ورقية يجب عليها الرحيل بالكامل، لا سبيل لتحقيق قطيعة مع الماضي الملئ بالذل والقمع إلا بالتخلص من مخلفات الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة والنكبة والنكسة واللاسلم واللاحرب، وعملية السلام، حرب الخليج الاولى والثانية والثالثة… تاريخ ملئ بالفشل لذا عليهم جميعاً الاستقالة.
*

ستبقى ليبيا في القلب ابداً رغم أنها لا تزورني إلا في كوابيسي.
*

“فاللعنة على وطن يجعلنا ننبطح ونزحف على بطوننا في الوحل.. اللعنة على وطن يجعلنا نتلقى أحذية العساكر في مؤخراتنا.. اللعنة على وطن يبذرنا في المنافي.. اللعنة على وطن يتحول إلى غول تنشطر أجسادنا من أجله دون أن يشبع.. اللعنة على وطن يُصفع فيه بائع الخضار لأن عربته التي أكلها الصدأ مرّت من أمام مبنى الحكومة الصدئة.. اللعنة على وطن يحارب فقراؤه فقط من أجل رفاه أغنيائه.. وألف لعنة على وطن يلتهم ولا يعطي…

… ورغم هذا.. فإننا نموت عشقاً لوطننا.. فنحن من سلالة أناس تشظّت أجسادهم من أجل هذا الوطن اللعين.. وورّثونا جيناتهم.” احمد يوسف عقيلةعن مدونة الخروبة
*

تويتر اصبح منفاي ووطني ومساحة من الهواء المنعش الحر.. شكراً تويتر أيها العصفور المغرد الحر.
____
* مصدر الصورة