تتسلل اصابعي في تفاصيل جسدك، احدق في عينيك وهي تهرب إلى سماء الألم، أعيد السؤال وتترددين مرة أخرى، تبوح ارتعاشة اناملك بخفقة في القلب لم تكن. أحوطك من الريح والمطر، وابوح لك بموتي على ثنايا شاطئك، هناك عند ملتقي قطعتي البياض حيث يولد الفرح، وتشع ازهار الياسمين. هكذا تصبحين رائعة، مشربة بحمرة تربتك، مخضبة بإخضرار ربيع يتفجر بين جنباتك، ورائحة المطر تزيدك إغراءً وإثارة.
أتسلل مجدداً، أرسمك فوق خيال المكان، اتابع شفتيك، تقترب اصابعي من ملامستها، تقف عند قدح القهوة الذي يفصلنا، انظر مرة أخرى إليها وهي تفرد ابتسامة مشمسة على وجهي، اخبرك المزيد من الفرح، واعترف للمرة الألف أنني أحمق بعشقي النائم كل ليلة في الفراش. اصرخ ملء الوجع أنني أحبك.. احبك بلا حياء.. بلا جزع.
حزني.. أملي.. عنفواني.. هزيمتي المفرحة
ارسمك شمساً، ريحاً وقطرة.. غيمة تتشرب الشفق
ألعق برفق كل نقطة من اديمك المسكر..
ارسم سنة أخرى من الهزيمة، واراك في نهاية الطريق تعتلين الجبل.. تتنفسين هواءك بعيداً عن رائحتي، تستعيدين ابتسامتك العسلية، رائحة الكستناء فوق الحطب، صوت الحكايات التي تنسجين، وبعض الصمت لهذا المساء. اراني عند بداية الطريق اتدحرج حتى القاع اتنفس رائحتي وغبار الامس، لم يبق لدي سوى أن ابوح لك بكلمتي وشهيقي الأخير.
_____
* اللوحة للفنان بابلو بيكاسو بعنوان (امرأة في قميص)