استنفدت كل الفرص..

ولم يعد متاح لي الإبصار إلى الأمام..

عميق هو جرحي..

مجروحة هي أصوات الكائنات التي تخرج هذه الليلة..

 

قريباً سأجدني أستعيد صورتي القديمة أقف بلا ملابس تستر غروري السقيم..

كم هو صعب هذا المنفى على من هم من شاكلة الصخور والأشواك.

تحن رياحي إلى ذرات رمل على السفح..

كم أكره رائحتي عند الصباح، وكم أحنّ إلى نوم لا قيام بعده..

 

ألون الفراغات ببساطة الأطفال..

وأنكفأ على نفسي مخافة الفرح المخادع..

 

أخبرني يا صاحبي هل أبدو بائساً..

لا تكذب عليّ، تمعن في الظلال تحت عيني، تمعن في الشعيرات البيضاء

لا ترحم صوتي المجروح..

نعم أنت لا تعرفني..

بالاحرى أنت لم تعرفني حين كان للإخضرار مكان في عيني..

حين كانت الابتسامة تمتد من الساحل إلى الساحل..

حين كان الأمل ينبت من خطوي..

أمد لك يدي وأقترب من المرآة..

لكنني لا أتابع الصور المتلاحقة للدمار فوقها..

 

كم يعشقون الدماء والموت..

الهزيمة تخدعهم بنصرها..

والجثث لا تمطر على قاتليها..

 

غبار على هذا الوجه والجرح يمتد من الجبل إلى الجبل..

والكبرياء الحقير لا يكف عن حصد المزيد من ضحاياه..

أنتظر أن يستقر المكان..

انتظر أن أعرف لما أنا هنا..

أنتظر أنفجاراً جديداً في جمجمتي..

 

ابتسامتي تتضاءل مع كل صرخة..

الإخضرار يتلاشى تحت وقع المزيد من الكلمات المقيتة

والمرآة لا تعكس سوى أشكالنا اللامجدية..

وعند الحواف تتراكم صورهم يلعبون..

أعزز هذا الانهيار بالجثث علني أقتنع أنكم بعد قليل سيصلكم صوتي المشروخ وهو يصرخ

تباً لكم جميعاً”..

 

لندن 07/08/2006