سأقصر عذابي على بضعة أمتار من مكان وجدران من المرايا العاكسة لوجهي..
وقليل من الشفقة..
أجبرني على سحل الثواني إلى حتفها وأحتزن ما يليق لموت جديد
أتمنى لها مساءً رائعاً.. تجيب بلكنتها المتعالية “تشرفنا”..
أمد يدي فلا تصل
تسقط أصابعي برفق، تتبعها باقي اليد حتى المعصم..
أرتدي حزن هذا المساء وأذرع الارصفة حتى الصباح..
سأعترف كالآخرين أنني أنكر مجئ من ذلك المكان البرتقالي..
سأعترف أنني أحتاج لعمر آخر، ودقائق أخرى لانتقم من قاتلي..
دع عنك قصصي المفرطة الكذب وأنظر لوجهك في الجدار..
ستفتح فجوة بعد قليل في تجاعيد جبينك تبتلع مياهك المالحة
أغرز ذراعك المفقوءة فيها وأنزف بعمق
استلقي ولا تعبأ بمن سيمر
فالمحتفلون دائماً يغادرون ما أن تبلغ سكراتهم أعناق السماء..
سأقصر نعيمي على بضعة أمتار من ورق وفضاء من اخضرار مشع
وقليل من الحب..
انتشلني وأعبر حافة اليأس.. أهزأ بالحالمين وأصفع صورهم في المياه
أفخخ خجلي.. ادّعة ينثال شظايا فوق براءتي..
أما أنتِ فأسشنقك بحبال من شبق وأعلق جثتك الفاتنة من شفتيك..
أمارس فعلك في كل الثنايا..
أرحل تاركاً إياك مخضبة بالانتشاء..
أرحل غارزاً امتدادي.. تاركاً أثري فوق مياهك
أتكسر
انظر ورائي فأجدك تستعيدين عنفوانك..
أتفتت
إلى الرماد أعود…
أخسر دائماً..
أخسر دائماً.. لأنني مازلت كما أنا..
أخسر بكبرياء.. لأنني لا أحتاجكِ..
قبل اغلاق الباب تنتابني لحظة فرح لامعة..
أخفق بصمت..
استعين بالجدار، أمر بجانبي..
أراني أفقد قطرة أخرى..
ابتسم برفق وأركل رأسي..
يتمايل.. يتدحرج..
يفقد آخر ما لديه من فرح لا يليق بوسامته..
استرجع قطرتي المسلوبة
أخرج في الريح..
استنشق وجهاً جديداً..
لندن 10/03/2006