عزيزتي الغالية…

تعجزين عن التصديق.. إمراءة كاملة العنفوان والكبرياء.. ممتدة من حدود بحرك ترسلين جدائلك للريح.. تعبثين بمصيري.. نعم مازلت تعبثين بي.. تمسكي بأطرافي تقتصين لنفسك بعضاً مني وأعجز عن مجاراتك عبثك.. لا أملك أمام أنوثتك سوى ان استمر في التحديق بك..
عند الصباح سأستيقظ بهدوء لكيلا أوقظك.. أحدق بك، متكورة بين أغطية الفراش.. مسحة من الاكتفاء والراحة تنام على وجهك النضر.. أمسك أطراف خصلاتك.. أقربها لأنفي.. استنشق حياتي.. أعود شاباً قبل عشر من سنين مضت.. عندما كنت أحبك بجنون العواصف..
ابتعدي.. نعم اعيدها ألف مرة على مسامعك.. افسحي مجالاً لجسدي ليعبث بك.. ليذيبك في متاهاتي.. أحيلك ذرات رمال تشبه الوطن.. مضاعٌ أنا هنا.. استجدي وجهك.. متعبٌ انا الآن.. وبقية من راحة مستبشرة تعدني بفرح الشروق.. أقيمك شجرة صنوبر لا تعرف الشحوب.. خضراء تعبقين بشذاك الرحيقي المختوم بالحزن.. مدي يدك سأمد لك يداً من وله.. انتشلي جرحي.. ازيلي ابتسامتي المستعارة.. لا تستقبليني بالفرح إن كنت سافتقدك بعدها.. لا تعانقيني إن كنت سأبتعد عنك عندها.. أبقي هناك كما أنت أتأملك وتتأملين تأملي.. هل ستحرمني أنانيتي من ملاقاتك.. لكنني سأضطر في نهاية الرحلة إلى أن احققك.. حينها ساحملك وأمدك غطاءً لجسدي.. أعب نفسك وأهمس بأذنك أنني سأحيلك هواءً استبقيه برئتيّ ولن أرخيه حتى تخرجي طيفاً حالماً مع روحي.. عندها فقط ستعرفين مدى جنوني بك وأنني في ذروة فرحي سأقتات على حزنك…

لندن
05/04/2005