ودعنا بالأمس الشاعر الليبي لطفي عبد اللطيف بعد صراع مع مرض مزمن.. هذه كلمات بسيطة في وداعه..

*


ها أنت الآن تسبح في العمق.. تغترف لنفسك مساحة من هواء نقي.. لا مكان للضيق الذي كان يعتريك.. أنت الآن هناك، تسبح بحرية.. لطالما كنت أخرج كل صباح في هذا الشمال مردداً “فراغ وضيق وأول أخبار يومك نفس الطريق… وآخر أخبار يومك لا شيء مما تطيق”.. هذه رحلة جديدة للسندباد الذي بقي حالماً.. محاولاً الوصول إلى نهاية البحار، ناسجاً خيالاً لعالم سيأتي، ها هو الآن يندفع إليه.. في أول لقاء كنت عائداً من الحج وجلست وحولك أصدقاءك الشباب.. فرحنا بك وأعلم أنك في قرارة نفسك كنت تستمد عنفواناً جديد للمواصلة.. ضحكتك المصحوبة بسعال التدخين.. دأبك على اكتشاف الجديد فينا دائماً.. ابتسم.. قهقه، ما شاء لك الوقت.. لا سعال سيفسد عليك قهقهتك ولا هواء أقل سيحرمك من رؤية سندبادتك.. قريباً سنلتقي أيها اللطيف.. قد تطول أو تقصر المدة ولكنها ستحدث. حاولت أن أستوعب رحيلك الأخير هذا.. لكن كفي لم تصل إلى حجم الحزن بداخلي، لذا هجرته إلى كلماتك التي ستمنحك حياةً جديدة بيننا.. لطفي عبد اللطيف نحن بإنتظارك.. فمتى ستأتي..؟