oil_pastel3

نص: روبيرتو بولانيو

كانت في الثامنة عشر من العمر وكانت متورطة في تجارة المخدرات. كنت أراها دائما في الماضي ولكن اذا اردت ان ارسمها الآن لما استطعت ذلك. اتذكر بأنه كان لها أنفا صقريا معقوفا، وأنها ولبضعة اشهر كانت حمراء الشعر، اتذكر انني سمعتها تضحك مرة او مرتين من نافذة مطعم بينما كنت انتظر سيارة اجرة او بينما كنت امر بالقرب تحت المطر. كانت في الثامنة عشر من العمر وكانت تنام مرة كل اسبوعين مع شرطي من وحدة مكافحة المخدرات. كنت اراها في احلامي وهي ترتدي بنطلون جينز وقميصا صوفيا اسودا وفي المرات القليلة التي نظرت فيها إلي كانت تضحك ضحكة حمقاء. كان الشرطي يضعها على اطرافها الاربع وينحني بالقرب من مقبس الكهرباء. لقد كان القضيب الهزاز متوقفا لكنه عدله لكي يعمل بالتيار الكهربائي. كانت اشعة الشمس تمر من خلال اخضرار الستائر، كانت تغفو بينما سروالها الداخلي اللاصق حول كاحليها، مستلقية على بطنها، شعرها يغطي وجهها. في المشهد التالي اراها في الحمام، محدقة في المرآة، ثم تقول صباح الخير وتبتسم. لقد كانت فتاة رقيقة ولم تكن تتجنب القيام بواجبات معينة: ما اعنيه انها قد تحاول احيانا الترويح عليك او اقراضك مالا. كان للشرطي قضيبا ضخما، اطول بثلاث بوصات على الاقل من القضيب الصناعي، وبالكاد نكحها به بالمرة. اظن أن ذلك ما كان يفضله. حدق بعينين دامعتين إلى قضيبه المنتصب. نظرت إليه من الفراش. . . كانت تدخن سجائر “كاميل” الخفيفة وربما تخيلت في لحظة ما أن الآثاث في الغرفة وحتى عشيقها كانت اشياء فارغة وعليها ايجاد معنى لها. . . مشهد مصبوغ بالبنفسجي: قبل أن تنزل سروالها الداخلي اللاصق، تخبره عن يومها. . . “كل شيء ساكن بقرف، متجمدا في مكان ما في الهواء.” مصباح غرفة الفندق. شكل مرسوم، بالاخضر الداكن. سجادة مهترئة. فتاة على اطرافها الاربع تئن بينما يلج القضيب الهزاز فرجها. كان لها ساقين طويلتين وكانت في الثامنة عشر، كانت في تلك الايام تعمل بتجارة المخدرات وكانت تحقق نجاحا مقبولا، حتى أنها فتحت حسابا جاريا واشترت دراجة نارية. قد يبدو الامر غريبا ولكنها لم تكن تريد ان تنام معه. احدهم يصفق في الركن المظلم. يستلقي الشرطي بجانبها ويمسك يديها. ثم يقودهما إلى ما بين فخذيه وقد يستغرقها الامر ساعة او ساعتين لكي تستمنيه. ذلك الشتاء ارتدت معطفا صوفيا احمرا يصل إلى ركبتها. صوتي يخفت، يتشظى. اعتقد انها كانت مجرد فتاة حزينة، ضائعة الآن بين الجموع. كانت تحدق في المرآة وتسأل، “هل قمت بشيء لطيف اليوم؟” يسير شرطي مكافحة المخدرات بعيدا في شارع يحفه شجر الاركس. كانت عينيه باردتين، واحيانا كنت اراه في احلامي جالسا في غرفة الانتظار في محطة للحافلات. الوحدة هي جانب من الطبيعة الانسانية الانانية. يوما ما ستقول لك التي تحبها بأنها لا تحبك ولن تتفهم ذلك. لقد حدث ذلك لي. لقد وددت أن تخبرني كيف يمكنني أن اعيش غيابها. لم تقل شيئا. وحدهم المخترعون يتمكنون من النجاة. في احلامي، يقترب متشرد نحيل وعجوز من الشرطي ليطلب ولاعة. عندما يدخل الشرطي يده لجيبه ليخرج الولاعة يغرز المتشرد السكين فيه. يسقط الشرطي بلا صوت. (انني اجلس ساكنا في غرفتي في دستريتو 5، كل الذي يتحرك هو ذراعي لكي ترفع السيجارة نحو شفتي.) انه دورها الآن لكي تضيع. وجوه مراهقة تمر في مرآة السيارة الخلفية. عقدة متوترة. شق، نصفه لعاب، نصفه قهوة، في الشفة السفلى. حمراء الشعر تقود دراجتها النارية بعيدا عن الشارع الذي تحفه الاشجار. . . “ساكن بقرف”. . . تقول للضباب: “كل شيء على ما يرام، سأبقى معك”. . .

_________