في مسرحية (كوريولانوس) للكاتب الانجليزي الشهير ويليام شكسبير، يخرج الشعب ضد الديكتاتور غايوس ماركيوس كوريولانوس مطالبين بسقوطه لأنه استحوذ على السلطة وتركهم يعيشون في فقر مدقع على الرغم من امتلأ مخازن روما بالطعام. المسرحية والتي تتحدث عن طغيان السلطة المطلقة وافسادها للحاكم مازالت اصداؤها تتردد في زمننا هذا، الذي امتلأ بالثورات والطغاة الذي فاقوا كوريولانوس فساداً وطغياناً. في هذا المقطع القصير من المسرحية، يخرج ماركيوس (كوريولانوس) على شعبه الذي ثار ضده، مخاطباً متوعداً ومهدداً، وكأننا سمعنا بهذا الخطاب في زمن غير بعيد.

ماركيوس:
ما المسألة، أيها المارقون المشاكسون،
انكم، بفرككم لحكة رأيكم التافهة،
قد جعلتم من أنفسكم جرباً؟

إنه من سيمنحك الكلمات الطيبة سيتملقك  
ادنى من المقت. ماذا لديكم، أيها الأوغاد،
انكم لا تفضلون السلام أو الحرب؟ احدها يرعبكم
والآخر يجعلكم فخورين. انه من يثق بكم،
حين يجب ان يجدكم اسوداً، يجدكم ارانباً؛
حين الثعالب، اوزاً: كلا، انكم غير متأكدين،
اكثر من فحم النارعلى الثلج،
أو حبات البرد في الشمس.

من يستحق العظمة
يستحق كراهيتكم، بينما محبتكم
مثل شهية رجل مريض، اكثر ما يشتهي
ما سيزيد سوأه. إنه من يعتمد
على احسانكم يسبح بزعانف من الرصاص
ويقطع السنديان بأعواد القصب. أ اشنقكم، ام اثق بكم؟

إنهم يقولون، اشنقهم!
وأنهم سيجلسوا قرب النار، ويزعموا معرفة
ما يتم في الكابيتول.

ودعوني أستخدم سيفي، سأصنع طرائداً
بالآلاف من هؤلاء العبيد المقطعين ارباً، بأعلى
ما يصل إليه رمحي.
إنهم متلاشون: اشنقهم!
واجعل السلطة الواضحة تبدو شاحبة- لقد ألقوا قبعاتهم
كما لو انهم يعلقونها على قرني القمر،
صائحين بطموحاتهم الغيورة.
اذهبوا، عودوا لبيوتكم، أيها الفتات!
_________
* الصورة المصاحبة مأخوذة من اعلان فيلم سيعرض قريباً على شاشات السينما مقتبس من مسرحية شكسبير كوريولانوس.