نص: جمعة بوكليب 

إرحل كي يسرح دفء شمس صبحنا في التين والزيتون وهذا البلد الذي كان يُعرف قبل أن تحتله بالأمين.
وكي نتذوق، بلا وجل، طعم الخبز والزيت
ونعيد، بأمل، ترميم ما كسرت من أحلامنا
إرحل
كي يستريح خوفُنا منك للحظة،
وعشبنا ينام، لليلة واحدة، دون كوابيس
ونخلنا يمد ظلال جريده بلا توجس،
وسماؤنا تتنفس الصعداء
وبحرنا يستفيق من غفوته فيرانا، من دونك، واقفين
على أعتاب الصباح
في انتظاره
ثكلتك الليالي
وخذ معك:
كل ما جمّعت خزائنك من دموع أمهاتنا
وما بذرتَ فينا من أحقادك
رفات اجدادك
نذالات اولادك
أوتاد خيامك
أعواد مشانقك
أبراج معتقلاتك
نُباح كلابك
حرير قفاطينك
بهرج عباءاتك
فخامة تيجانك
نوق حليبك
ذرات الهواء الملوثة بأنفاسك
تصاويرك
أشلاء بطولاتك وأوهامك
جثث المرتزقة الذين اكتريتهم بأموالنا، من كل بلاد، لقتلنا
السوس الذي ينخر في خشب خطاباتك،
حتى الزغاريد، إن وجدت، التي بشّرت بميلادك
خذها وارحل
ودعنا..