العينان
عندما توفيت حبيبته
قرر أن يهرم
أغلق على نفسه المنزل الفارغ،
لوحده مع ذكرياته لها
والمرآة المشمسة الضخمة
حيث كانت تمشط شعرها.
هذه الكتلة الذهبية الكبيرة
التي يدخرها مثل بخيل،
معتقداً أنه هنا على الأقل
سيحبس الماضي،
بتركه إحداها سليماً.
ولكن مع مطلع الذكرى السنوية الأولى،
بدأ يتساءل، من شدة هلعه،
عن عينيها: أكانتا بنيتين أم سوداوين،
أم رماديتين؟ خضراوين؟ يا إلهي! لا أستطيع أن أجيب
في إحدى الصباحات الربيعية، انهار شيء ما بداخله.

حاملاً آساه التوأم كالصليب،
أغلق الباب الأمامي، استدار ناحية الشارع
وما أن مشى عشر ياردات، في زقاق مظلم،
لمح عينين تلمعان. انزل حافة قبعته
وتابع المشي
نعم، لقد كانتا مثل تلك، مثل تلك
إيمان
الإله ليس البحر، ولكن من طبيعته:
يتبعثر كضوء القمر على الماء
أو يظهر في الأفق مثل شراع.
البحر حيث يستيقظ، أو يغرق في الأحلام.
خلق البحر، ومثل الغيوم والعواصف
يولد منه، مرة بعد مرة. لذا يجد الخالق نفسه
منتعشاً بمخلوقه:
ينمو من نفس الروح التي ينفخها.
سأخلقك أيها الإله، مثلما خلقتني، أعيد
الروح التي منحتني إياها، وبمرور الوقت، اكشف
اسمك في اسمي. دع ذلك المصدر الطاهر
الذي ينهمر قلبه الفارغ علينا، ينهمر من خلال قلبي كذلك،
ودع النهر العكر لكل إيمان بلا قلب يجف إلى الأبد.
زملاء الفراش
فوق الفراش بما يقارب البوصة
تحوّم البقعة الصفراء العمياء،
حيث مسحت الرأس الدبقة
لآخر المتكئين الزهور،
عليّ أن أريح كل ليلة
رأسي في هالته الميتة،
أحس بقلبه يخفق في معصمي،
بعد ذلك، تحت الوسادة،
يعاود صوته المختنق
إشارته الكئيبة:
هناك طرق أخرى لمغادرة الحجرة
غير الباب والنافذة.