يعد مركز داروين أحد اهم المعالم التي اضيفت لمتحف التاريخ الطبيعي في قلب العاصمة البريطانية لندن والذي افتتح في شهر سبتمبر العام 2009 ليتزامن مع مرور مائتي عام على ولادة عالم الاحياء الطبيعية تشارلز داروين ومرور مائة وخمسين عاماً على صدور كتابه الثوري (أصل الانواع) الذي لخص فيه نظريته حول التطور ونشوء الحياة على الارض.

ويحوي المبنى الزجاجي الضخم على مبنى خرساني بيضاوي الشكل يشبه الشرنقة، أحد مراحل تطور بعض انواع الحشرات مثل الفراشات والعث، وسمي المبنى (الشرنقة) وهو بارتفاع ثماني طوابق وطول 65 متراً وعرض 12 متراً ويغطى مساحة تقدر بحوالي 3,500 متراً مربعاً.

تحوي الشرنقة بطوابقها الثمانية على أكثر من 17 مليون عينة من الحشرات واكثر من 3 ملايين عينة من النباتات، والتي تزداد كل عام، وهي العينات التي جمعت من كل انحاء العالم من قبل علماء الاحياء واستغرق العمل على جمعها المئات من السنين، وجميع هذه العينات محفوظة بطريقة علمية دقيقة في خزانات قد يصل طولها لو جمعت إلى اكثر من 3 كيلومترات، كما أن بعض هذه العينات هي لحشرات وحيوانات انقرضت منذ عشرات السنوات واتاحت للعلماء تكوين صورة اكثر دقة لتكوين وتطور الحياة على الارض.

كما تحوي الشرنقة على مساحة 1,040 متراً مربعاً مخصصة للمختبرات التي يعمل بها 200 عالم وباحث في علوم الاحياء، يقدمون خلالها بعض التجارب والعروض الحية لزوار المتحف وهو ما يوفر تواصلاً مباشراً مع الجمهور للتعريف بعلوم الاحياء والتطور والحفريات، ويحوي الطابق الارضي على استوديو اتينبرا، الذي يحمل اسم السير (ديفيد اتنبرا) المعروف بتقديمه أفضل البرامج الوثائقية المرئية عن الحيوانات والاحياء عبر البي بي سي، والذي يقدم عدد من العروض السينمائية والتجارب الحية والندوات بمشاركة اهم العلماء وبهدف إلى التثقيف والتوعية بأهمية التنوع البيئ والاحيائي على الارض. إلى أما الطوابق الثلاث العليا فقد خصصت لعدة صالات تعرض بعض أقدم وأهم العينات والاحافير الثمينة في المجموعة، يعود تاريخ جمع بعضها للقرن السابع عشر، ومن بينها عينات جمعها تشارلز داروين بنفسه خلال رحلته في السفينة البيغل الشهيرة والتي استغرقت منه خمس سنوات حول العالم (1831-1836).


كلف بناء مركز داروين، الذي صممه المعماري الدنماركي سي اف مولر، اكثر من 78 مليون جنيه است
رليني، واستغرق بناؤه على مرحلتين سبعة سنوات (المرحلة الأولى 2002-2006 المرحلة الثانية الشرنقة 2006-2009)، ويؤمه أكثر من 2,500 زائر يومياً، ولا يتمتع المركز بالجمال المعماري فقط ولكنه يعد مساحة مهمة لجميع الزائرين من مختلف الاعمار وخاصة الاطفال للتعرف عن قرب على قصة تطور الحياة على كوكبنا، ويمنح فرصة لتحفيز الاجيال الجديدة على مواصلة العمل على تطوير علوم الاحياء لفهم المزيد من اسرار الحياة التي لا تنتهي.
_____
* بمناسبة ذكرى مولد تشارلز داروين في 12 فبراير 1809.