كما هي عادتي، استيقظتُ ساعةً كاملةً
قبلَ مَنْ في البيتِ كي اتأكد
أنَّ كلَ شيءٍ مُرتب كما يجبْ مع الكذبة،
تم تغيير قطَّارة الماء واحكام الاغلال.
لقد اصبحتُ معتاداً على هذا النظام
حتى أنني تذكرتُ مرورَ ثلاثة عشر سنةٍ أو أكثر
منذ المرة الأخيرة التي احسستُ بالحاجةِ للتحديق في عينه.
أو هكذا ظننتُ علاقتنا.
كنتُ منشغلاً بفحصِ رباطاً ما
حينما تعثرت بخيطٍ مهترئ، ونزعتُ، دون انتباهٍ،
كمامته، ولأنه لم يصرخ،
واصلت كما في السابق احكامَ اربطته.
لماذا سمّيتنَي الكذبة؟ قال لي. أقسمُ:
أنني سمعت صوتَ طفل. رفعت بصري عن الارض.
لقد حوّل الظلامُ عينيه إلى حليبٍ وسماءْ
بينما صارت ذراعاه وساقاه قرحةً حمراءَ واحدة.
كان ولداً في الثالثةِ أو الرابعةِ من العمر.
ولا يرتدي سوى الاربطةِ والقيود.
كنت أعلم أنني لا استطيع إجابته
لذا أمسكت كمامته قبل أنْ يقولَ المزيد
اعدّتها كما كانت واحكمت ربطها بقوةٍ
واغلقتُ البابَ واغلقتُ البابَ واغلقتُ الباب



__

* عن ديوان (مطر) دار نشر فايبر اند فايبر – لندن – 2009