نهض دون ميجل في ذلك الصباح من فراشه
وفي رأسه فكرة واحدة راسخة:
القيام بتطعيم شجرة البرتقال بشجرة الليمون.
احتاج ليوم كامل لفصل تشابكهما.
شقهما من الجانبين، وشدهما معاً بقوة.
مر اثني عشرة شهراً لم يثمرا خلالها شيئاً،
ربما خجلاً أو خوفاً، ولكن في احد الايام ظهر
ضوئين بين الأوراق الداكنة. مرت السنوات
التفت الفروع حول نفسها
حتى بدا أن لكل غصن ثمرتين،
ولم يبقى طفل في القرية
لم يعرف الشجرة السحرية في حديقة ميجل.
غير أن الرجل الذي اشترى البيت كان بلا حلم
فلا يعرف اي نزوة سوداء خبيثة
جعلته يحمل فأسه ليشق الساق
خلال الجذع الملتحم، ثم ليحفر فجوتين في الأرض.
وبالرغم من تلك الياردات الأربع التي افقدتهما كل شيء
فإنهما لم تموتا من الوحدة،
ولم تطرح اغصانهما ثماراً عقيمة،
ولم تجهش خاصرتيهما المجروحة بالبكاء كل ربيع،
بينما التفتا حول جذريهما المكبلين ليواجها كل منهما
العناق المعقد والفارغ للآخر.
كانتا شجرتان، والشجر لا يبكي ولا يتألم ولا يصرخ.
والشجر هو هذه القصيدة.



___
* عن ديوان (مطر) دار نشر فايبر اند فايبر – لندن – 2009