للعشق صور مترددة، ولوجهك صورة واحدة، تطفو على سطح الحلم، لا احتاج للبحث عنك في هذا الفراغ من الاشباح المتكررة، أضعك بجانبي عند المساء، واقترب من ملامسة تفاصيلك المبعثرة في هذا الشتاء القصير. أملاء خزانتي بكلماتك وبعض الضحكات، واعيد سرد خرافاتي القديمة عسى أن اتمكن من الاستيلاء على احلامك.
ترفع صورة اخرى للطفل، تشير إلى تسريحة شعره الرقيقة، يلامس اصبعها أنفه، يقترب من شفتيه، يبتسم، تتراقص عيناه، تسمعه يتمتم بكلمة السر، تفترش له سريراً من الريح وتعيد سرد الاساطير حتى يصحو. ترفع الطفل، تتأبط فرحه، تزيل عن قلبه بقية خيبة طرية، تبوح له بسر جديد وتمنحه شمس الصباح. هكذا كان يبدأ الحكاية “إلى القلب الذهبي”، يمسح عنها الغيوم ونتفاً من نعاس، يمد اصبعه، لتمسك به وهو يرفعها لتنام على الكتف.
يواصل الحكاية “عندما تتركين المكان، تصبحين المكان.
اراك تنامين فوق الغيوم، استنشق انفاسك، ارتشف مياهك المنسابة من كفيك.
وعند النهر اقذف بآخر اسمائك الحزينة
للعشق صورتك وأنت تجلسين فوق التلة على جسد الأبد، تحدقين في عين الأفق، ترسمين الشمس، وبعض السحب والقليل من العتمة لمساء قد يجئ. اصل إلى نهاية الحكاية، الامس جرحك الواهن، وأقبض على حفنة من اثرك فوق العشب، اسر لك ببوحي المتعب واهبك اسماً دافئاً لهذا الشتاء اللذيذ.