مساء جميل…
أعيشك كل لحظة.. أترك حجرتي صباحاً، تاركاً النافذة مشرعة.. تتسللين من ورء آجمة الزعتر والأكليل.. تنتشرين فوق الفراش محبة واشتياق.. تمسكي بالوسادة تستنشقين رائحة شعري الذي علق بعد يقظة الليل.. تأخذين أوراقي بين اناملك تقتفين أثر الحبر بعينيك.. تسيرين وراء الأحرف والكلمات تنتظرين حضور اسمك بلا طائل.. تمتنع دمعتك عن السقوط.. ترحمين حالك تزيحي تمنعك وتكشفين عن آخر أسرار جسدك.. تبوحي بها لأطياف المكان..
أقترب من حضورك.. أفتح الباب أشعر بلذة الوصول تختفي.. الفراش يكشفك.. وقبلتك على الوسادة لا تبذل جهداً لفضحك.. أوراقي المبعثرة أسعى للم شملها.. استنشق هواءك المختلط برائحة الزعتر والاكليل… أعشق ولهك بنرجسيتي تجاهي.. اعشق نزقك بي.. اتقهقر.. اترك الحجرة لكي تواصل شغفها بك.. أغلق الباب ورائي.. ألمح الستارة تتململ..
اليوم أرتكب الفرح.. ولا أجد سبباً لحزن لا يعرف كنهك.. اليوم استنشق رائحتك وغداً ستبوح اوراقي في بعثرتها بطعم حروف اسمك.. لا ليل سيخبأك من هوسي بك.. لا فجر سيمنحك ملجاءً من انتقامي الطفولي.. عما قليل ستأتين طالبة المزيد من عشقي.. وغير بعيد أراك تبتسمين…
لندن
30/03/2005